ما المقصود بالفوركس؟

ينطوي تداول الفوركس كما ذكرنا سابقًا على مضاربة على تطور أسعار أزواج العملات – أدوات تتعقب القيمة النسبية بين أي عملتين وطنيتين. تكون قيمة كل عملة بمثابة دالة لمستويات الطلب والعرض، حيث يقوم البنك المركزي بتنظيم مستويات العرض من خلال الطباعة والتداول من ناحية. ويحدد البنك المركزي أيضًا أسعار فائدة الإيداع والإقراض للبنوك التجارية التي تودع أموالها في البنك المركزي أو تقرضها إياه، حيث تندرج هاتان العمليتان ضمن الأداتين الأساسيتين المتاحتين للبنك المركزي لإدارة السياسة النقدية للدولة. وبالتالي، يمكن للبنك المركزي أيضًا أن يؤثر تأثيرًا غير مباشر على اقتصاد الدولة: يتسنى على سبيل المثال من خلال خفض أسعار الفائدة للشركات الحصول على أموال “بتكلفة رخيصة” لتطوير أنشطتها وتوفير المزيد من فرص العمل. ومن ناحية أخرى تؤدي طباعة النقود أيضًا إلى حدوث تضخم، وتخفض من قيمة العملة وتقلل من تسهيلات التجزئة الممنوحة للأفراد، وبالتالي تضعف الاقتصاد. وبناءً عليه، من الأفضل لمتداول الفوركس أن يكون على دراية بالشؤون الجارية والأخبار الاقتصادية (وكذلك السياسية). بالإضافة إلى ذلك، تخضع الأسواق للدورات السوقية والدورات السلوكية للأفراد، والتي تُمكننا أيضًا من فحصها بناءً على السلوك السابق. ونظرًا لأن الأسواق تتكون من أفراد، فإن الغرائز والمخاوف والطمع الذي يكون من سمات الأفراد، هو ما يُحرِك سلوك السوق أيضًا. يؤدي هذا إلى ظهور مدارس فنية للتحليل تتجاهل الأساسيات المذكورة سلفًا بدلاً من نتائجها. وفي كلتا الحالتين، فكي يتسنى فهم كيفية عمل تداول الفوركس، فلا يكفي فتح حساب وتمويله، ثم الضغط بعشوائية على أزرار الشراء أو البيع. يجب على المتداول كي يتسنى له تحقيق النجاح أن يفهم ما الذي يحرك الأسواق، وأن يكون قادرًا على استخدام معرفته في توجيه سلوكه.